أجرت الحوار الأستاذة أمل زيادة
من هو الكاتب أحمد خيري العمري بكلمات ليست على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي ولا الكتب؟
هو كاتب يحاول أن يكون ما يقدمه عن نفسه في مواقع التواصل متسقا مع حياته اليومية دون شعارات أو تصعيدات لفظية.
ألم تخش خوض تابو الدين من خلال كتاباتك؟
أكتب عن الدين من أرضية دينية وليس من أرضية معادية للدين، لذا فأي نقد لمفهوم ديني سائد يحدث من خلال الدين نفسه والأهم من ذلك أنه يحدث بوازع ديني: تصحيح النظرة إلى الدين وتصحيح بعض ما فهم على نحو خاطئ من الدين.
من جهة أخرى: إذا كنت تقصدين بالخشية الخوف من التعرض لغضب الجماهير أو المؤسسات الدينية، فأن من يخاف لدرجة تؤثر على كتابته، فأن عليه أن لا يكتب أصلا.
أما من يكتب لتكريس ما هو سائد أصلا، فأشجار الغابات ( برأيي) أولى بالمحافظة عليها من إصدار كتب لا جديد فيها، مع كل الاحترام لجميع الكتاب وأشجار الغابات.
لماذا اخترت الخط الديني للكتابة فيه؟
الأمور لا تحدث على هذا النحو، لا أحد يختار ما يكتب عنه بطريقة ” الانتقاء” بين مجموعة موضوعات، بل نكتب عما نهتم به ونفكر به. هذا أولا.
ثانيا، في رأيي أن الفهم الخاطيء للدين كان من أسباب الكثير من مشاكلنا الاجتماعية، وأدى إلى الكثير مما نحن فيه في واقعنا المعاصر، لذا فرحلة الخروج من هذا الواقع تتطلب تصحيح الفهم للدين.
ولأني مهتم بالنهوض بشكل عام، فالكتابة في الفكر الديني هي أولويتي.
مالجديد الذي عرضته في كتابك السيرة مستمرة وتريد تسليط الضوء عليه؟
في السيرة مستمرة محاولة لرؤية السيرة من داخلها ومن ضمن سياقاتها الداخلية، أحاول أن اضع القارئ في عمق المشهد وليس بمواجهته، وكذلك أحاول أن أنظر إلى الأحداث من خلال رؤيته لها عليه الصلاة والسلام، وكذلك محاولة لمتابعة أحداث السورة من خلال نزول سور القرآن تباعا ومتابعة أثرها وتفاعل الرسول عليه الصلاة والسلام معها ومساهمتها في تشكيل رؤيته ورؤية المسلمين للعالم من حولهم.
كذلك في السيرة مستمرة محاولة لتخليص ما تكرس في أذهاننا عن السيرة من قصص موضوعة فيها خرافات ومبالغات لا يقبلها عقل ولم تصح بسند.
إلى متى سيظل من التزم بأداء العبادات لا يتغيرون؟ ولماذا لا يتغيرون؟
طالما كانت نظرتنا إلى العبادات تؤدي إما بلا هدف ( فرض وكفى ) دون محاولة لفهم الحكمة من أدائها والهدف من فرضها، وطالما كانت تؤدي أيضا من باب أنها ” غسالة ذنوب” تزيح ما يقترف من آثام ثم يعاد اقترافها من جديد بنفس الهمة، طالما كنا تفعل ذلك فأن التغيير لن يحدث لأنه ليس هدفا أصلا.
لكن ينبغي لا نعتقد أن التغيير أمر سهل ويمكن إحرازه عبر الشعائر فقط حتى لو أديت على هذا النحو الذي يرمي إلى التغيير..التغيير عملية متواصلة ومتراكمة ويحدث فيها ارتدادات وترتبط بالظروف الشخصية لكل فرد، ولكن الشعائر بما تقدمه من مجموعة مفاهيم يتم التذكير بها يوميا يمكنها أن تكون أداة مساعدة في هذا التغيير.
هل نحن بحاجة إلى خليفة كي يدير أمور حياتنا؟
في الحقيقة، على العكس! نحتاج أن نتخلص من هذه الفكرة تحديدا لكي نحسن إدارة أمور حياتنا. نحتاج أن نعيد تنصيب أنفسنا في موضع المسؤولية أولا، أن نتجاوز فكرة ” المخلص” الذي عليه أن يقوم بكل شيء ويملئ الأرض عدلا وسرورا.
نحتاج أيضا أن نعيد قراءة قيم الاستخلاف قرآنيا، ونتحسس تلك الهوة الشاسعة بينها وبين ما علق في أذهاننا من مفهوم ” الخلافة” بمعناها السياسي الذي شوش للأسف على حقيقة قيم الاستخلاف في القرآن بل وقدم في بعض الأحيان نموذجا سلبيا معاكسا لها.
الخليفة الحقيقي الذي يمكن له أن يدير أمور حياتنا هو إمكانية كل منا أن يتحمل مسؤولية أفعاله ويوزان بين حقوقه وواجباته ضمن منظومة أعم واشمل تعين على ذلك. غير ذلك، سيكون ” الخليفة” مجرد شعار يداعب عواطف النوستالجيا المؤدلجة.
بماذا ترد على اتهامات البعض بأنك تقدم صورة مثالية جدا عن الدين ؟
لم أسمع بهذه التهمة من قبل. علي أن أضمها إلى قائمة الاتهامات السابقة وهي قائمة طويلة جدا بحيث أشك بوجود مكان خالي فيها يتسع للمزيد.
لا أفهم هذه التهمة تحديدا، لكني أحاول تقديم فهما ” واقعية” للدين، فهما يثبت أنه قابل للتطبيق في الحياة اليومية المعاشة بمعزل عن التنطع والشعارات والتأزم الآيديولوجي.
هذا الفهم برأيي هو الفهم ” الأصلي” للدين الذي استطاع أن يغير الواقع في الجزيرة العربية والعالم أجمع. واقعيته كانت من أسباب نجاحه في هذا التغيير، لاحقا تراكمت أفهام مختلفة له، حرفت جزءا كبيرا من الإسلام عن واقعيته في نواحي كثيرة.
إذا كانت الواقعية هي المثالية في الاتهام الموجه لي، فأنا لا أرد على هذا الاتهام، بل أحاول إثباته.
ليس أول اتهام أفخر به، على أي حال.
قدمت برنامج 7 دقائق لتغيير العالم ؟ ما الذي ينقصنا حقا لتغيير العالم ؟
بالنسبة لي: الوعي بمشاكل هذا العالم هو أول خطوة في تغييره.
الوعي بالمشكلة، بالمرض، بتشخيصه، هو أول خطوة في العلاج.
حتما يتطلب التغيير ما هو أكثر من ذلك، لكن كل ما يلي ذلك من خطوات يبنى على الوعي بالمشكلة وجذورها. سيكون هناك محاربة شديدة لأي محاولة لهذا التغيير من بعض المستفيدين من الوضع الحالي للعالم، بل وحتى من قبل غير المستفيدين – لكن المتعايشين مع وضع لا يعتقدون بإمكانية وجود ما هو أفضل منه.
تغيير العالم يتطلب حتماً أكثر بكثير من سبع دقائق، لكن سبع دقائق في اليوم، نقضيها في التفكير بمشاكل هذا العالم وأسبابها، قد تساهم ولو بنسبة بسيطة في التقريب من هدف التغيير.
لماذا انتشر الالحاد بهذه الصورة الغير مسبوقة في أممنا العربية ؟
مثل كل الظواهر الاجتماعية، لا يوجد سبب واحد يمكن أن يكون هو المسؤول عن ذلك. هناك جملة أسباب ( بعضها قديم ) وهناك ظروف موضوعية مستجدة تجعل التفاعل بين هذه الأسباب يتخذ منحى مختلفا نحو الإلحاد، رغم أن أغلب أسبابه المعلنة موجودة منذ زمن بعيد.
الظروف الموضوعية التي حركت هذا التفاعل برأي هي ظروف ما بعد الربيع العربي، الظلم، المجازر، التعذيب الوحشي، كلها جعلت الكثيرين وجها لوجه أمام تساؤلات حرجة للكثير من يقينياتهم السابقة.
كذلك لا يمكن إهمال دور ما يعرف بالإسلام السياسي في هذه الظروف: فهذا التيار استثمر كثيرا في مفاهيم معينة، وروج بأن ” الإسلام هو الحل” على نحو جعل إيمان الكثيرين يهتز عندما تبين أن حل المشاكل أعقد بكثير من جاذبية الشعارات.
وغير بعيد عن هذا دور داعش وأخواتها في جعل الناس يفرون مما قدمته من دين، وهم يحسبون أن هذا هو الدين.
أما الأسباب القديمة فهي موجودة كمشاكل في بنية الفكر الديني التقليدي وتتمثل خصوصا في عدم قدرة الفكر التقليدي على التجدد والتجديد اللازم لمواجهة العصر.
باختصار الإلحاد حدث عندما أفرزت الظروف الجديدة أسئلة ملحة من قبل الشباب.
لكن للأسف، نظام التشغيل في الفكر التقليدي لم يستطع فهم الأسئلة أصلا كي يرد عليها.
لماذا يلحد الشخص من الاساس ؟
بالنسبة للملحد، السؤال يجب أن يكون معاكسا: لماذا يؤمن الشخص من الأساس؟
عندما يفقد شخص ما أسباب إيمانه، فأن الإلحاد سيبدو كما لو كان بديله.
أسهمت الظروف السابقة في جعل الكثيرين يفقدون أسباب إيمانهم، ولم نستطع تقديم أسبابا جديدة لجعلهم لا يتجهون إلى الإلحاد.
الالحاد قرار أم إحباط أم ضعف عقيدة ؟
لا يوجد توصيف واحد محدد لكل حالات الإلحاد.
لكن في الكثير من الأحيان يكون إحباطا، يؤدي إلى ضعف الإيمان، وينتهي بقرار إعلان الإلحاد ولو بمصارحة الذات.
ما هو دور المؤسسات الدينية الواجب القيام به كي تمثل الدين الصحيح ؟
لست في موضع يسمح لي أن أوجه المؤسسات الدينية إلى ما يجب أن تقوم به. لكن بشكل عام أعتقد أن علينا أن نحدد أولا مالمقصود بـ ” الدين الصحيح” قبل أن نعرف كيف نصل إلى تمثيله سواء عبر المؤسسات أو عبر الأفراد.
في رأيي الشخصي أن أهم دور يمكن القيام به في هو في الاستئصال والتأصيل.. استئصال ما علق بالمفاهيم الدينية من سلبيات وخرافات وتأصيل القيم الإيجابية والعقلانية.
هذا الدور ليس سهلا على الكثير من المؤسسات الدينية لأن بعضها يروج أصلا لقيم أراها شخصيا سلبية بينما تراها بعض هذه المؤسسات أساسية ولا تقبل المساس بها.
لماذا أخترت عمر رضي الله عنه للكتابه عنه ؟
شخصية عمر بن الخطاب ومنجزاته لا تترك لك الكثير من الخيارات في الحقيقة! اختياره تحصيل حاصل. نمط شخصيته يمتلك الكثير من الجاذبية لأي كاتب، وعيه العميق واستشرافه للمستقبل، انتقاله الحاد من طرف إلى طرف معاكس، عصبيته أحيانا وانفعاله أحيان أخرى، شدته ورقته. مجموعة من الصفات الإنسانية التي تكون إنسانا حقيقيا نكاد نشعر به من لحم ودم.
وفي الوقت نفسه: عمر تمكن من تحقيق سجل منجزات “حقيقية” على المستوى الواقعي، منجزات ضخمة لا نزال ننظر لها بعين الغبطة ونحن نقارن بأوضاعنا المعاصرة. هذا يجعله شخص نجح في تحقيق ما آمن به إلى الحد الأقصى والأمثل، وهذا بحد ذاته يشكل نقطة مهمة جدا في نظرتنا إلى شخص عمر بن الخطاب.
أمر آخر مهم في هذه النظرة هو أن كل الفتن التي عصف بالأمة وفرقتها حدثت بعد غيابه رضي الله عنه. وهذا الأمر جعل منه في نظر كثيرين يمثل المرحلة الذهبية الحقيقية بالنسبة لتاريخ الأمة.
كما أني شخصيا أعتقد أن الطريقة العمرية في فهم القرآن وفقهه المقاصدي المنضبط بروح النص هي أكثر ما نحتاج استرجاعه في عصرنا الحالي.
لكل هذا، وللمزيد أيضا، تشكل شخصية عمر إلهاما كبيرا للكثيرين، وأنا منهم.
ما هو الفقه المقاصدي؟
بعيدا عن التعريفات السائدة التي يمكن البحث عنها بواسطة محركات البحث، الفقه المقاصدي هو الذي يجمع بين ” الصورة الكبيرة” و ” تفاصيلها الصغيرة”. بالضبط هو الذي يقرأ التفاصيل الصغيرة ويفهمها بناء على الصورة الكبيرة، الصورة الكبيرة هي المقاصد العامة الكبرى للدين..والتفاصيل تضم الكثير من التشريعات والنصوص الدينية التي ستفهم على نحو أفضل وأعمق لو نظر إليها من خلال منظار الصورة الكبيرة.
الكثيرون يعتقدون أن هذا الفهم المقاصدي قد يكون مدخلا لتعطيل النصوص الشرعية، وهذا تخوف صحيح لأن البعض يستخدمه لأجل ذلك فعلا، لكن سوء استخدام الكهرباء لا يبرر عدم استخدامها مطلقا. بل يجب العمل على تقديم تأصيل منضبط لهذا الفهم.
ماهي المعوقات التي قابلتك أثناء مشوار الكتابة ؟
قبل أن أتحدث عن المعوقات، أحب أن أتحدث عن كلمة ” مشوار”.
برأيي الشخصي، الكتابة ليست مشوارا على الإطلاق. ليس من مشوار في الكتابة، فالكلمة هنا توحي بسهولة الرحلة كما لو كانت نزهة في حديقة عامة ذات صباح ربيعي.
الكتابة أبعد ما تكون عن ذلك، هي أقرب إلى الزحف على الزجاج المطحون. أو كما قال هيمنغواي : هي أصعب مهنة، بعد مصارعة التماسيح. ولعلها الأصعب قاطبة عندما تكون مصارعة ديناصورات.
بعد أن يتوضح ذلك، نتبين أن وجود المعوقات هو الأمر الطبيعي أثناء عملية الكتابة، علما أن كلمة معوقات قد تبدو مخففة بالنسبة لواقع ما يحدث: أحيانا ” حقول ألغام” هو الوصف المناسب.
أفضل من وصف ما يتعرض له الكاتب هو المسيري، الذي تحدث عن ذئاب ثلاثة تتربص بالكاتب، الذئب الأول هو المال، الحاجة التي قد تدفع الكاتب إلى أن ينتج ما يحقق له المال دون المعايير التي يؤمن بها حقا، الذئب الثاني هو الشهرة، الرغبة الداخلية للكاتب أن يكون ما يقدمه معروفا رغم أن ذلك قد لا يتناسب مع معايير التيار العام. أما الذئب الثالث فهو ما يسميه المسيري ” الذئب المعلوماتي الهيجلي” أو ربما ” النهم المعرفي” وهو رغبة الكاتب بالكمال المستحيل الذي يجعله يرغب دوما في الأفضل على نحو يعيق عملية انتاج أي شيء.
أضيف من عندي ذئبا رابعا لم يعاصره المسيري..ذئب قراء وسائل التواصل الاجتماعي الذين يعاملون الكاتب كما لو كان مذيعا في برنامج “ما يطلبه المستمعون”، ويطلبون أن ينتج ما يؤكد لهم أنهم على صواب وأن أفكارهم هي ما يجب أن يؤمن به الجميع.
ما رأيك فيما وصلت إليه العراق الغالية وما السبل المتاحة لأنقاذ الوطن ؟
لا يمكن رؤية ما وصل إليه بلدي العراق دون النظر إلى المنطقة ككل، نعم في العراق مشاكل بنيوية لا يمكن تجاهلها ( وفي بلدان أخرى ايضا ) لكن ما كان يمكن لهذه المشاكل أن تفجر البنية العراقية لولا وجود مشروع أقليمي كبير استثمر طائفيا في هذه المشاكل ليحقق انتشاره وتمدده.
أغلب مشاكل المنطقة ( ما بعد ثمانينات القرن الماضي) تجد جذورا لها في هذا المشروع الإقليمي.
تسألين : وما السبل المتاحة لإنقاذ الوطن؟ للأسف الموضوع متداخل ومعقد جدا، لا يمكنني أن أرد على هذا السؤال، ولعل السؤال الأنسب هو : هل يمكن الإنقاذ؟…ونأمل أن يكون الجواب نعم.
ما هي الطرق المثلى للتغلب على فكر داعش ولماذا وجدت ضالتها في العراق على وجه الخصوص ؟
داعش مثل الإلحاد، نشأت نتيجة تفاعل ظروف الواقع مع أسباب موجودة أصلا، الظروف المستجدة تتعلق بوجود تنظيمات مسلحة هي أذرع للمشروع الطائفي الإقليمي، وهي تنظيمات تمارس عملها الإجرامي باحتراف وحماية دولة أقليمية كبرى،أما الأسباب الموجودة أصلا فتتعلق بقراءات ” عنفية” ” متطرفة” للنصوص الدينية، وهو اتجاه لا يمكن أن يخلو منه دين أو آيديولوجية.
التغلب على فكر داعش لا يمكن أن يحدث إلا بإزاحة الظروف الموضوعية التي ساعدت على انتشار هذا الفكر، ومن ثم مواجهة القراءة المتطرفة بقراءة أكثر وعيا وشمولية.
لماذا وجدت داعش ضالتها في العراق؟ الجار قبل الدار.. أحيانا.
ما رأيك بتصنيف الأدب إلى أدب نظيف وغير نظيف وصبغ صفات مثل الأدب الرومانسي والرعب على المصنفات الأدبية ؟
أؤمن بالتصنيف حسب المحتوى، ولكن لا اؤمن بتصنيف أخلاقي أو غير أخلاقي – ربما التصنيف حسب العمر أكثر جدوى كما في الأفلام.
شخصيا ألتزم ككاتب بكوني أب، لا أكتب ما سيحرجني أمام أولادي. وهذا خياري الشخصي وقد يكون لآخرين خيارا آخرا احترمه وأقدره.
بماذا تنصح القارىء العربي ؟
أنصحه بأن لا يقبل نصيحة أحد!
لا أؤمن كثيرا بالنصائح “العامة” لأشخاص قد تختلف ظروفهم من شخص لآخر. لكن ما دمت حددت “القارئ” فأنا أنصحه بأن يبقى كذلك..قارئا.