2 يوليو 2014
لم تهبط داعش من كوكب آخر.
ولم تولد من أقبية المخابرات السرية (حتى لو استثمرت المخابرات وجودها).
داعش نشأت كنتيجة طبيبعة لكل ما أجلنا مواجهته من ثقوب وثغرات ومشاكل في الفكر الديني التقليدي..من تعامل مباشر مع النص الديني بمعزل عن سياقه ، بمعاملة أي حديث شريف كما لو كان بنفس منزلة القرآن..من التعامل مع أقوال العلماء كما لو كانت نصوصا منزلة..بغياب تام لفقه مقاصد حقيقي ومؤصل ومرتبط بالنصوص الدينية على نحو فاعل ومؤثر..بغياب آليات التفكير عن الفكر الديني..
داعش وأخواتها ( من اسماء أخرى معروفة) هي ذلك السرطان المتمدد الذي أجلنا مواجهته عندما كان لا يزال في مراحله الأولى..
أسباب التأجيل كانت كثيرة ، أهمها حرص المؤسسة التقليدية على الحفاظ على كل إرثها متراكما دون أي تغيير جذري ..والخوف (الداخلي) عند كثير من الواعين من رد الفعل الذي قد ينتج من التنبيه إلى ضرورة التخلص من بعض هذا الإرث بشكل حاسم…
أجلنا خوفا ومجاملة.
والنتيجة هي السرطان : باقي ويتمدد..
14 يوليو 2014
دواعش الغرب ( أولئك الذين يعيشون في الغرب ويحملون فكرا داعشيا مناقضا لكل ما يعيشون فيه هناك ) ظاهرة تستحق التوقف..
ليس فقط الذي يؤيد داعش افتراضيا ويتحمس لها.
بل الذي مضى خطوة أبعد وقرر أن يحمل السلاح ويلتحق بداعش فعليا أيضا.
لا إحصاءات لدي ، لكن من الواضح أن نسبة كبيرة من داعش ومن يؤيدها قادم من الغرب ، على الأقل نسبتهم أعلى بكثير من نسبة المؤيدين لها في البلدان الموجودة فيها داعش…
مالذي يحدث هنا بالضبط؟ كيف أمكن لداعش أن تجذب هؤلاء من العالم الغربي؟
من الواضح أن هؤلاء (وبعضهم ناجحون في الغرب وكثير منهم من مهاجري الجيل الثاني) قد واجهوا مشكلة كبيرة في انتمائهم للغرب ، قانونيا هم مواطنون يتمتعون بكل الحقوق والمزايا ، اجتماعيا الأمر متفاوت من بلد لآخر ، فبعض المجتمعات الغربية تقبل المهاجرين كما هم دون كبير تدخل في خصوصياتهم (أمريكا مثلا ، الذوبان محبذ لكنه ليس حتميا ) لكن ثمة مجتمعات أخرى ـ تريد الذوبان الكامل شرطا للقبول ، وهو أمر ليس يسيرا عند الكثيرين ، وعدم الذوبان ، المؤدي لنوع من الرفض الاجتماعي ، يشعر البعض بأنهم مواطني درجة ثانية رغم أن القانون يمنحهم حقوقهم كاملة ، وهو أمر يؤدي بالمقابل إلى رفض مضاد للغرب ، ومن السهل جدا تصعيد هذا الموقف ليأخذ موقفا تراكميا نلوم من خلاله المنظومة الغربية بأكملها على الموظفة التي عبست في وجهنا أو ضابط الشرطة الذي دقق في أوراقنا أو حتى الأستاذ الذي اخذ لون بشرتنا في الاعتبار عندما وضع الدرجة.
هنا تأتي داعش ، باعتبارها تمثل القطيعة الكاملة مع المنظومة الغربية (دون أن تقدم البديل بالمناسبة ، هي قطيعة فحسب)، وتستثمر في هذه المشاعر وتتمكن من خلال “قوة النصوص” من جذب هؤلاء ، خاصة في ظل عجز أغلب المؤسسات الدينية الموجودة في الغرب من تقديم نموذج معتدل متوازن يحافظ على القيم الإسلامية وثوابتها ويحافظ على قيم المواطنة والانتماء للوطن الجديد (الذي لا شك في أنه قدم الكثير لهؤلاء) وفي الوقت نفسه لا يذوب تماما دون المحافظة على الخصوصية الدينية ، على العكس ، الكثير من المؤسسات العاملة في الغرب تروج لفقه قادم من القصيم وقندهار في نيويورك واستوكولهم..وهو أمر يزيد من الهوة بين المسلم الغربي وبين الغرب أحيانا ، وبين المسلم الغربي وبين الإسلام نفسه في أحيان أخرى..
في الحالتين : الداعشي المحلي هو نتاج فشل المؤسسة الدينية في تقديم حلول حقيقية لمشاكل موروثة في قراءة النص وفهمه ، والداعشي الغربي هو نتاج تصدير تلك المشاكل إلى الغرب والتعامل معها بعد أن تكون قد تضخمت وزاد حجمها وصارت عقدة نفسية وليس عقيدة أيديولوجية فحسب.
14 يونيو 2020
هل أزعجتك كلمة ( داعشي ) ؟ ( بتعصبك يا داعشي؟)
تمكن تنظيم داعش في مدة قصيرة أن يأخذ من كل التنظيمات الإرهابية السابقة شهرتها وألقابها وتفوق عليها في أن يصبح ” رمزا” للإرهاب والعنف باسم الإسلام”، بحيث جعل البعض يتندر في الترحم على ” أيام الإرهاب الوسطي الجميل” أي إرهاب ما قبل داعش.
بل أن مفردة داعش عند الناس أصبحت تستخدم كلفظ وفعل للإشارة إلى مجموعة من المفاهيم والسلوكيات، حتى لو كانت هذه المفاهيم والسلوكيات سابقة لنشوء التنظيم.
لكن هذا كله لا يعني أن داعش كانت ” سابقة” أو مبتكرة في فكرها ومنهجها.
من الناحية الفكرية المنهجية، لا جديد ( تقريبا) عند داعش. فكرها يشبه فكر أغلب الحركات المنتمية لما يعرف بـ ” السلفية الجهادية” القاعدية، على فروق في ترتيب الأولويات، لكن هناك مشتركات تمثل العمود الفقري لهذه الحركات : الجهاد المسلح لغرض تطبيق ما يعتبرون أنه ” أحكام الشريعة” والحدود، و السعي لإقامة دولة الخلافة، رفض الديمقراطية والانتخابات والقوانين الوضعية والدساتير والدولة القطرية والنظام العالمي.
الجديد الفكري عند داعش هو جديد في تفاصيل التفاصيل. الكتاب الذي يعتبر “دستور التوحش” عندهم هو كتاب “فقه الدماء” لأبي عبد الله المهاجر( مثلا ضمن التجديد: أصبح الجهل لا يمنع صاحبه من تكفيره، والكفر بالتسلسل : أي من لم يكفر الكافر فهو كافر أيضا! وهذا جعلهم يكفرون تباعا التنظيمات الأخرى ضمن مظلة التنظيمات التكفيرية / أو السلفية الجهادية…أي أن تجديدهم يكفر بعضهم بعضا ولا يخصنا نحن، إذ أن هناك اتفاق علينا!)
ليس الفكر والمنهج إذن هو ما ميز داعش، فهي ليست بدعا بين تنظيمات السلفية الجهادية من الناحية الفكرية..
ما الذي جعل داعش إذن تأخذ هذه الشهرة وكيف تمكنت من أن تصبح ” الرمز والمثل” للإرهاب باسم الدين؟
عدة عوامل ساهمت في ذلك:
أولها – أنها أول تنظيم استطاع أن يضع تحت سيطرته مساحات شاسعة من دولتين عربيتين في وقت قصير. أغلب التنظيمات السابقة كانت تعتمد أسلوب الكر والفر وحروب العصابات وأبقت على ” مناطق نفوذ” لها، لكن السيطرة على مساحات شاسعة بسكانها ومواردها لم يكن من مخططات التنظيمات السابقة. تنظيم القاعدة مثلا، كان منضويا تحت قيادة طالبان، ولم تكن له السيطرة الرسمية على أغلب الأراضي الأفغانية.
ثانيا – أنها أول تنظيم قرر أن يخرج إلى فكرة ” الدولة الإسلامية”، هذا الشعار الذي داعب أحلام الملايين منذ سقوط الخلافة عبر دعايات وشعارات الإسلام السياسي، شيء أصبح بالتدريج له مكانة ” أحلام العودة إلى الأندلس”..أغلب التنظيمات الإسلامية كانت تلف وتدور وتدندن حول هذا الشعار ( إقامة دولة الخلافة) كما لو أن ذلك سيعيد للمسلمين عصور مجدهم التاريخية، ولكن أحلام هذه التنظيمات كانت سرعان ما تنتهي سريعا. أما داعش فقد جعلت الحلم يصبح واقعا كابوسيا جثم على صدور الملايين من المواطنين الذي تحولوا إلى ” رعايا”.
بكل الأحوال: هذا الإعلان كان سابقة ساهم في حصول داعش على ” رمزيتها”، التنظيمات السابقة وقفت عند حافة ” أمير الجماعة” والبيعة له. داعش حرصت على إنزال الديكور التاريخي كاملا: أعلنت الخلافة، وبايعت ” خليفة” لم يكن رعاياه يعرفون حتى شكله. وبذلك جرد تنظيمات الجهادية السلفية الأخرى من أهم قضية لها (الخلافة الموعودة)، وجعلها مضطرة للحاق به.
ثالثا – تزامن صعود داعش مع عصر السوشيال ميديا، وهذا أمر لم تساهم فيه ولكنها استغلته أشد الاستغلال، تمكنت بالفعل من تجييش جمهور مشجعين ( لا يقع تحت سيطرتها ولكنه يعيش ضمن واقع مخيب للآمال بحيث أن شعاراتها ستكون متنفسا له) وتمكنت أيضا من استقطاب أشخاص يلتحقون بها، ولكن منجزها الأهم في السوشيال ميديا كان في المستوى الهوليوودي الذي قدمت فيه أفلامها المصورة. هناك جيل نشأ في ظل فراغ قيمي مع ” ألعاب call of duty” وجاءت داعش لتقدم له شعارات إسلامية براقة مع مرحلة متقدمة من هذه اللعبة.
رابعا- داعش لم تستتر من جرائمها. ليست أول تنظيم إرهابي أعلن عن جرائمه. القاعدة وتنظيمات أخرى قدمت مشاهد ذبح سابقا، كذلك فعلت تنظيمات إرهابية اخرى( غير إسلامية وغير دينية) في كل مكان من العالم لكن داعش تخطت ذلك وقدمت جرائمها بمنتهى الفخر وليس على سبيل التهديد والانتقام، بل على أنه الشيء الصواب الذي يجب فعله. على أساس أنه ” الدين” لإظهار قوة التنظيم ومدى تمكُّنه في مواجهة العالم. هناك تنظيمات تفعل جرائم داعش ولكن بصمت. بلا كاميرات ولا طبل إعلامي. ميليشيات إيران في العراق والشام ( ماعش) تفعل جرائم داعشية الطابع، لكنها لا تصور الأمر ولا تروج له، وإذا حدث تسريب ما ( ربما يكون مقصودا للتخويف) فهي تنكر الأمر تماما وتتنصل عنه وتقول أن التجاوز كان فرديا ومن عناصر غير منضبطة. وبالتأكيد هناك من سيصدق ذلك. أما داعش فقد كانت ( على عينك يا تاجر).
خامسا – بدا لفترة من الزمن، أن النظام الدولي سيسمح لداعش بالبقاء. كان هناك محللون سياسيون واستراتيجيون لا ينتمون فكريا لأي تيار يقترب من داعش، بل هم في الطرف الأقصى منها، لكن رغم ذلك، كانت قراءتهم للواقع تشير إلى أنه ربما يكتب لداعش البقاء. أذكر مفكرا ليبراليا كان يتحدث على البي بي سي أن نشوء الكيان الصهيوني كان مشابها لما يحدث على الأرض في العراق وسوريا مع داعش، كانت هناك تنظيمات صهيونية صنفها الغرب آنذاك كحركات إرهابية ( الهاغانا وأرجون) خلقت هذه المجموعات واقعا على الأرض مهد لقيام دولة ما يعرف بإسرائيل. منطقيا كان التشابه قائما من بعض الجوانب. لم يحدث لاحقا. لكنه كان احتمالا قائما.
إيران من جهتها كان لها دور كبير في نشوء وصعود داعش ( أولا عبر الجرائم الطائفية التي قدمت داعش باعتبارها رد الفعل الوحيد، وثانيا عبر غض الطرف عن صعود داعش في بعض المناطق..،ما حدث من سقوط الموصل كان واضحا للغاية كمثال عن ذلك) ..وصعود الوجه الإعلامي القبيح لداعش كان فرصة ذهبية لإيران لتقدم وجها ( بشعا أيضا بالنسبة لكثيرين، لكن أقل بشاعة من داعش) خاصة أن إيران وأذرعها لا تروج لجرائمها عبر الإعلام بل تنكرها وتصر على الإنكار. ولا يمكن أن ننسى إن إيران ساهمت لاحقا في القضاء على داعش، مما يجعلها أمام العالم مساهمة عن التخلص داعش ( رغم أنها كانت مساهمة أيضا في جلب هذا الشر).
الاستخبارات الغربية من جهتها وجدت في داعش مغناطيسا كبيرا يخلصها من الخلايا النائمة في الدول الغربية، ويكشف لها المتعاطفين الكامنين والمشاركين المحتملين، وهذا كله هدف استخباراتي مهم خاصة في ظل أزمة اللاجئين في أوروبا.
كل هذا، جعل من داعش حقيقة على الأرض لفترة من الزمن. تصور كثيرون أنها باقية وتتمدد، ولم يحدث ذلك، لكن هذه الفترة ساهمت في تكريس داعش لمكانتها، باعتبارها الرمز الإرهابي الأهم.
****
هذه العوامل الخمسة التي منحت لداعش هالة الشر المحيطة بها، لا علاقة لها بفكر داعش أو بمنهجها الفكري، بل هي مرتبطة بمجموعة سياقات موضوعية وإجرائية خدمت داعش واوصلتها إلى شهرتها.
بعبارة أخرى: داعش عندما وصلت لشهرتها هذه، تحولت إلى (تعريف وتأطير) لفكرة أقدم من نشوء داعش بكثير. فكرة جامعة للكثير من حركات السلفية الجهادية..فكرة تعبر عن العمود الفقري لهذه الحركات ( الجهاد المسلح لتطبيق ما يعتبرون أنه الشريعة والحدود، السعي لإقامة الخلافة، رفض الدساتير والبرلمانات والديمقراطية وكل أنظمة الحكم اللادينية والمدنية، اعتبار العالم كله منقسما إلى دار حرب أو دار سلام…إلخ).
بهذا التعريف، هناك داعشيو فكر حتى قبل إعلان قيام داعش، هناك داعشيون فكريا وإن لم ينتموا تنظيميا لداعش.. ليس تجنيا عليهم، أو افتراء عليهم، بل لأن داعش أصبحت الرمز الجامع للفكرة التي يؤمن بها هؤلاء.
لكن ماذا عمن ناصب داعش العداء حتى من ضمن التنظيمات التي تحمل نفس ما أزعم أنه فكر داعشي؟ هل هو داعشي أيضا؟ أم أن العداء لداعش يمنح صك براءة من الدعشنة؟
لا طبعا. الأمر يعتمد على سبب العداء والخلاف…هل هو خلاف فكري يخص المبادئ الأساسية؟ أم أنه خلاف تفاصيل؟ خلاف في أولويات التطبيق؟ خلاف في قتال هذا الفصيل ( من فصائل نفس الفكر) أو عدم قتاله؟ البيعة لفلان أو عدم البيعة له؟
هل وصل الخلاف مثلا إلى واحدة من أفكارهم الرئيسية؟ مثلا تطبيق ما يعتبرون أنه الشريعة والحدود .. هل كان في ما فعلته داعش من فرض الحجاب أو منع الدخان؟ أو تهجير المسيحيين أو سبي اليزيديات؟ ( وكلها أمور يعتبرها كثيرون من الشريعة…)
هل كان خلافا في تفاصيل التفاصيل في التطبيق؟ أم أنهم دافعوا أصلا عنها في بعض هذه الأمور وأشاحوا بوجوههم في أخرى ثم اختلفوا معها في قتالها لفصيل آخر ضمن نفس الفكر؟
صدام أعدم الكثيرين من رفاقه البعثيين. هذا لا يجعلهم ” غير بعثيين”، بعث العراق كان عدوا لدودا لبعث سوريا، لكنهم في النهاية كلهم ” بعثيون”..الشيوعيون اختلفوا فيما بينهم وأعدم بعضهم بعضا. لكنهم كلهم شيوعيون في النهاية… ( لست بصدد المقارنة هنا، لكني أقول أن هذا يحدث كثيرا ضمن التيارات المؤدلجة خاصة العنفية منها)..
عندما تبارك لداعش نصرها هنا، وتعترض على فعلها هناك فهذا لا ينفي ” الانتماء الفكري” أبدا، بل هو يؤكده في الحقيقة. لك نفس الفكر الذي يجعلك تبارك وتصفق لها فيما فعلته. لكنك تعترض عليها عندما تخالف إرشاداتك وتوجيهاتك لها أو ما كنت قد وضعته في أولويات.
داعش من الناحية الفكرية حزمة واحدة . مجرد قبولك بشرعية وجودها واعترافك بها وبأهدافها- مع وجود ” ملاحظات ومؤاخذات” قد تتطور بالتدريج لتصبح عداء- يجعلك معها في الفكر. يجعلك داعشيا.
هذا كله لا ينهي ولا يغلق إمكانية حدوث مراجعة فكرية. يمكن لمن انتمى فكريا لنفس الفكر أن يراجعه ويرجع عنه..هذا يحدث دوما…لكن عندما تكون قد أعلنت تأييدك لداعش الفكرة، فأن مراجعتك يجب أن تكون علنية أيضا..ليست سرية لا يعلم بها إلا العليم بذات الصدور.
الفرق بين داعش وأخواتها ( مثل جبهة النصرة) هو فروق تطبيقات وتفصيلات. لا فروق جوهرية في الفكر. هو فرق كالفرق بين البيبسي كولا والكوكا كولا، كله عند الناس كولا، فقط الخبير الذواق يمكنه أن يجد فرقا يذكر.
داعش ( وفكرها طبعا) كانت من أهم أسباب الإلحاد في الآونة الأخيرة، لذا تحضرني نكتة ” واقعية” قيلت عن قائد أحد الفصائل ( إياها )…إذ تناقل أتباعه أنه جعل صحفية فرنسية تسلم بعد أن أجرت معه لقاء صحفيا…نفس هذا القائد جعل ربع مليون من سكان نفس المنطقة التي يسيطر عليها ” يكفرون”..
****
أعرف قطعا بعض ردود الأفعال التي ستنتج عن هذا المقال. أتوقع كمية من السباب وقلة الأدب المعتادة من الدواعش وفريق المشجعين الخاص بها..
لكني أؤكد هنا أن لا شيء شخصي بالنسبة لي. الأمر فكري بحت. البعض لا يصدق ذلك لأنه لا يستطيع تخيل حدوث فصل بين الفكر والشخص حامل هذا الفكر، وأقر بصعوبة الأمر…لكن الأمر في النهاية بالنسبة لي فكري فحسب.
****
هل أزعجتك كلمة داعشي؟
بتعصبك يا داعشي؟
طيب…
تعرفون ما يجب أن يقال في هذا السياق.
يونيو 2020
استطيع أن أفهم تماما أن تقبل بعض أفكار شخص ما وترفض له أفكارا أخرى…هذه طبيعة الأشياء..لا يمكن لنا أن نتفق في كل شيء..ولا مطلوب منا ذلك أصلا
لكن عندما منهج الشخص ( داعشي – مثلا ) ( بالمعنى الفكري للكلمة الذي يشمل داعش والنصرة وكل أخوة المنهج إياه ) فأنا لا أفهم كيف يمكن أن تشارك له أي شيء، حتى لو كان ما يقوله ضمن هذا الشيء من الأمور البديهية تماما…بل حتى لو كان يدافع عني وعن أي شيء أؤمن به…هذا لا يكون إلا ” حصان طروادة” تدخل من خلاله الأفكار الأخرى، الأوضح من ناحية داعشيتها…
هذا المنهج سم يجري في كل فكرة ينتجها، وعدم رؤية ذلك مشكلة تتراوح بين السذاجة والغباء.
لا أتحدث هنا عن مهاجمة هذا الشخص في كل ما يقول، ولا التربص به، فالحياة فيها أمور أجدى وأهم… ولكن يجب أن نكون على الأقل أوعى من فخ الترويج له..
11 ديسمبر 2013
قريبا جداً..
موجة إلحاد ، برعاية “داعش”.
18 يونيو 2017
هل داعش تمثل الإسلام؟