Skip to content

أحمد خيري العمري

الموقع الرسمي للكاتب أحمد خيري العمري

  • الرئيسية
  • أماكن شراء الكتب
  • السيرة الذاتية
  • عن قراءة الكتب بصيغةpdf
  • تواصل معي
  • Toggle search form

عزيزي الناقد، تذكّر تشايكوفسكي..

Posted on 1 فبراير، 20221 فبراير، 2022 By admin لا توجد تعليقات على عزيزي الناقد، تذكّر تشايكوفسكي..

يناير 2014

حدثني فجر اليوم أحد الأخوة عن تجربة مر بها قبل سنوات طويلة.

كان في مطلع العشرينات ويهوى الشعر ، كتب ديوانا صغيرا ضم بعض القصائد التي نشرتها له بعض الصحف ، ثم أراد أن يأخذ رأي ( المختصين) ، فذهب إلى أحد أعضاء ( اتحاد أدباء المدينة الفلانية) ممن تخصص دراسيا في اللغة العربية ، فأرجعه إليه وهو يقول له أنه لا يوجد ذرة شعر واحدة في الديوان ، وأنه مجرد (فورة) وقال له بالحرف أن (يبله ويشرب ماءه).

أحبط صاحبنا بطبيعة الحال ، بقي محبطا بعيدا عن الكتابة لأعوام.

لم أطلع على الديوان ذاك ، لكني أعرف أن أسلوب الكاتب جميل ، ولن أزيد على ذلك الآن ، لأن هذا ليس موضوعي.

موضوعي هو ما قاله هذا الناقد …عضو أتحاد أدباء المدينة الفلانية ، ربما لم ينشر شيئا سوى مقالات في جريدة محلية لا يطلع عليها أحد ، ومقالات كلها من نوع ( فليبلها ويشرب ماءها ) أو مدح بسبب علاقات شخصية ومجاملات من نوع ( شيلني وأشيلك).

كيف يمكن لأي شخص أن يقتل موهبة ما بهذه الطريقة ؟!

ربما كان هذا هو رأيه ، حسنا هذا هو رأيه ، لكن هذه مسألة ذوقية ، الآراء فيها ليست مطلقة ، بل نسبية وشخصية للغاية ، بعض أهم الشعراء العرب مثلا ، لا أجد شخصيا في شعرهم أي شيء مميز ، لكن هذا لا يعني أن شعرهم سيء ، بل يعني أني لا أستقبل بثهم فحسب ، وقد يستقبل الملايين سواي هذا البث ويستمتعون به أيما استمتاع. ولن يضره أني لا أستقبل بثه ، بل لا يضره حتى لو أعلنت هذا الرأي..

لكن أن يقال ذلك لشاب في أول الدرب؟!

ثمة قصة معروفة جدا عن تشايكوفسكي ، الموسيقار الروسي ، كان لا يزال شابا ، ولكنه لم يكن في أول مشواره بالضبط ، كتب مقطوعة البيانو المعروفة بـ ( بيانو كونشيرتو رقم واحد ) ، وذهب ليعزفها لأحد أساتذته المهمين وعازف البيانو المفضل لديه( روبنشتاين) ، استمع روبنشتاين للمقطوعة كاملة بينما تشايكوفسكي يعزفها أمامه ، لم يقل كلمة واحدة ولم يبد على وجهه أي شيء ، أكمل تشايكوفسكي (الذي روى الواقعة لاحقا بالتفصيل) العزف وهو يدرك أن هذا الصمت والجمود يخفي شيئا ما . شبه الأمر بوجبة طعام تعدها لساعات لضيف قادم ، ثم يجلس أمامك ويأكل بهدوء دون أن يبدي إعجابه ولو قليلا بما يأكل.

كان هناك طرف ثالث في المشهد ، لكنه كان ينتظر رأي روبنشتاين لكي يؤيده!.. أي أنه كان مع التيار :عليهم عليهم ، معاهم معاهم…

أنهى تشايكوفسكي العزف و نظر لروبنشتاين طالبا رأيه.

بدأت الكلمات تخرج من فم روبنشتاين في تصاعد وحدة : ضعيف ، مفكك ، بلا قيمة ، ولا يمكن عزفه ، الأمور الجيدة مسروقة من آخرين ،…مبتذل…الخ.

صدم تشايكوفسكي جدا ، بل إنهار لساعات ، خرج دون أن يقول كلمة واحدة وكتب أنه قال في نفسه أنه لم يعد الطفل الذي يقال له ماذا يفعل ، وكنب أنه يحتاج إلى ( النقد الصديق) ، ولكن لم يكن هناك أي صداقة في هذا الذي قيل له.

بعد ساعات طلبه روبنشتاين ليواسيه ، أعاد عليه أن المقطوعة سيئة جدا و مستحيلة العزف ، لم يتراجع عن كلامه ، لكنه قاله بطريقة أخف ، ثم قال له إنه إذا أعاد العمل عليها ونفذ ملاحظاته ، فـأنه سيكون له (الشرف بأن يعزفها).

رد تشايكوفسكي : لن أغير فيها نوتة واحدة. سأعزفها كما هي.

وخرج.

المقطوعة لم تنجح فحسب ، بل نجحت نجاحا فوريا صاعقا ، وتعد حتى اليوم من أكثر مقطوعات البيانو مبيعا في العالم.

وتراجع روبنشتاين بعدها بسنوات عن رأيه الأول فيها.

*****

هل كان روبنشتاين صادقا في شعوره الأول تجاه المقطوعة ؟ ربما.

لكن من المحتمل أيضا أنه ببساطة لم يحتمل كل هذا الجمال فيها ، ببساطة لم يفهم لم تكون هذه الموهبة من نصيب تشايكوفسكي وليست من نصيبه هو ، هو الذي كان أستاذا لتشايكوفسكي !

ببساطة : ربما سيطرت الغيرة عليه ، ولو على نحو لا واعي ، فأخرجت تلك الكلمات من فمه..

*********

يحدث هذا كثيرا عند النقاد أو المنتقدين، البعض منهم يكونون أكثر وعيا بما يعانونه من غيرة ، لذا يغلفون أقوالهم ببعض القشور المهذبة ، لكن بين حين وآخر تلمح حسرتهم تأكلهم : لم ليس أنا ؟

ليس الكل طبعا. هناك من ينقد بموضوعية ويحيد كل مشاعر شخصية له تجاه الموضوع…

لكن هؤلاء هم دوما أقلية.

كما في كل ( كار).

******

عزيزي المنتقد الغيور..احرص على إخفاء غيرتك عندما تنتقد…

لأنها واضحة جدا…

وصديقي الذي قدم ديوانه الأول لعضو اتحاد أدباء المدينة الفلانية ..

هل تحس منهم ( الاتحاد كله) من أحد ؟ أو تسمع لهم ركزا ؟

رابط مختصر https://ahmedkhairi.com/2022/02/01/%d8%b9%d8%b2%d9%8a%d8%b2%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d9%82%d8%af%d8%8c-%d8%aa%d8%b0%d9%83%d8%b1-%d8%aa%d8%b4%d8%a7%d9%8a%d9%83%d9%88%d9%81%d8%b3%d9%83%d9%8a/
مقالات من الفيس بوك

تصفّح المقالات

Previous Post: عن شعور لا يمكن استخدامه في الجدال..
Next Post: السهل الممتنع والكتابة للجمهور العادي

Related Posts

عزاء ” بيبي” صبيحة مقالات من الفيس بوك
بغداد 1986 مقالات من الفيس بوك
انتبه أمامك ثقة مفرطة بالذات مقالات من الفيس بوك
من عراقي إلى دمشق: معوّضين مقالات من الفيس بوك
جامع الدكتورة نهلة الشابندر.. مقالات من الفيس بوك
عن حاجتنا إلى ” ربما” و ” ممكن” مقالات

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2025 أحمد خيري العمري.

Powered by PressBook Masonry Dark