ما هو هدف الدين؟ ما هي فائدته؟
هذا السؤال بديهي يُنسى كثيرا في خضم الحجج والحجج المضادة.
لكنه سؤال منطقي، ما الذي سيفقده الملحدون عندما يفقدون إيمانهم؟ ما هو الذي يميز المؤمنين عن سواهم ؟ ما هو هدف الدين أو الإيمان؟
بعبارة أخرى: هل هناك هدف أو فائدة من كل هذا الخلاف؟ على الأقل من طرف المؤمنين.
أجوبة متوقعة: السعادة أولا!
لو أننا سألنا هذا السؤال فإنّ هناك بعض الأجوبة التي يمكن توقعها…
هناك مثلا جواب منتشر: السعادة. الدين أو الإيمان يجلبان لك السعادة والطمأنينة والسكينة.
وهذا ممكن جدا. ولكن هناك من سيعترض ويقول أن ليس كل المؤمنين يشعرون بالسعادة أو الطمأنينة، كذلك هناك من سيقول أن الملحدين أيضا يشعرون بالسعادة والطمأنينة، على الأقل هذا ما يقولون أنهم يشعرون به.
هناك بعض الدراسات التي تسند أن المتدينين أكثر شعورا بالسعادة من ” الملحدين، أو الذين لا دين لهم” على الأقل ضمن المجتمع الواحد، ففي مجتمع متعدد الديانات مثل المجتمع البريطاني، كان أولئك الذين يعرفون أنفسهم بأنهم ( بلا دين) هم الأقل شعورا بالسعادة. بينما تقاسم الشعور بالسعادة أصحاب الأديان المختلفة ( هندوس ومسيحيون وسيخ وبوذيون ويهود ومسلمون، وبهذا الترتيب!)[1]. كما تشير إحصائية أخرى[2] إلى الشيء ذاته في الولايات المتحدة، حيث يشعر 40% من المتدينين بأنهم سعداء جدا ( مقابل 29 % من غير المتدينين) كما يشعر 74% من المتدينين بالرضا عن حياتهم العائلية ( مقابل 67 % منن غير المتدينين).
دراسات أخرى تشير إلى عدم وجود فرق في السعادة بين المؤمنين وغير المؤمنين – ضمن مجتمع واحد- مثل المجتمع الأسترالي[3].
بينما في إحصاء عالمي[4] تبدو الدول الأقل تدينا أكثر سعادة من سواها ( مثل فنلندا، النرويج والدنمارك).
الدول العشر الأكثر سعادة في هذا التقرير هي ضمن الأقل تدينا حيث أن غالبية السكان فيها تعتبر الدين ليس مهما في حياتهم.[5]
وعلى العكس، فإنّ الدول الأقل سعادة فيها غالبية تقول أن الدين مهم جدا في حياتهم.
كيف يمكن حل هذا التناقض؟
يفسر أحد الباحثين[6] الأمر بكون المتدينين أكثر سعادة في المجتمع الأكثر ميلا إلى التدين( مثل الولايات المتحدة)، بينما يكون اللاديني أكثر سعادة في مجتمع لا يميل إلى التدين ( مثل فنلندا) ، أي أن الانتماء إلى المجتمع والتشابه معه يلعب دورا رئيسيا في الشعور بالسعادة، لكن هناك عامل آخر يلعب دورا أكبر وهو الوضع الاقتصادي العام في المجتمع، لذا فالأقل سعادة كانت الدول التي تعاني من الفقر ولم يختلف كثيرا أن يكون التدين سائدا في رفع شعور الفرد بالسعادة ( لكنه ربما ساعدهم في تحمل الظروف الصعبة، وهذا أمر مختلف عن الشعور بالسعادة).
ربما يمكن الجدل هنا حول اختلاف تعريف السعادة من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر، وهذا حقيقي ومؤثر، لكن في النهاية السعادة أمر نسبي وشخصي جدا، وإذا قال لك شخص ملحد أنه سعيد ولا يحتاج للدين ( إذا كان هذا هدف الدين) فلا يمكنك أن تجادله في شعوره، ولا يمكنك أن تقول له أنه يكابر أو ينكر، ولا حتى يمكنك القول له أنه سيصبح تعيسا عندما يكبر. هناك مؤمنون أيضا لا يشعرون بالسعادة ويمكنه أن يقول لك ذلك.
الدين ربما يمنحك السعادة. وربما ذلك محتمل أكثر مما يفعل الإلحاد.
لكن هذا لا يعني أن هدف الدين هو إشعارك بالسعادة.
النجاح في الأرض
ربما سيكون هناك من سيقول أن الدين يهدف إلى ” جعلك ناجحا ” أو ” إعمار الأرض” أو ” نهضة المجتمع ” أو الأمة..وغالبا ” النجاح” هنا معاييره تشمل النجاح والتفوق المادي.
وهذا كله جميل ولا غبار عليه، لكن هل هذه أمور لا يحققها الإلحاد؟
ليس بالضرورة، ورغم أن هناك صورة ذهنية تعتقد أن الناجح ” الغربي” أقرب إلى الإلحاد، لكن إحصائيا هذا غير صحيح.
في إحصائية في عام 2014 أحرز الملحدون المركز الخامس في مستوى الدخل السنوي في الولايات المتحدة، وكان اللا أدريون في المركز السادس، وهذا ليس سيئا على الإطلاق إذ أن القائمة تحتل أكثر من 20 مجموعة دينية في الولايات المتحدة، لكن المراكز الأربعة الأولى كانت لليهود، الهندوس، أتباع الكنيسة الأسقفية ( بروتستانت) ، أتباع الكنيسة المشيخية Presbyterian ( بروتستانت) تباعا، ( المسلمون كانوا في المركز الخامس عشر، والكاثوليك بعدهم تماما، والمسلمون كانوا فوق المعدل الوطني العام بينما الكاثوليك دونه)[7].
لا علاقة حتمية إذن بين النجاح المادي وبين الإيمان أو عدمه. الأمر يرتبط بمجموعة من الدوافع والظروف، وقد يلعب الدين دور الحافز المنشط أو العامل المثبط حسب فهم الشخص له، كما قد يجد الملحد دوافعَ أخرى يحقق بها النجاح والثروة ( مثل تحقيق الذات ).
العائلة المستقرة؟
ماذا عن دور الدين في الاستقرار العائلي؟
رغم أن المتوقع أن نسبة الطلاق عند المتدينين أقل ، إلا أن الإحصاءات في الولايات المتحدة تشير إلى وجود نسبة طلاق أعلى بقليل عند المتدينين، علما أن نسبة الزواج وتكوين الأسر أقل بكثير عند اللادينين.. أي أنهم أقل زواجا في العموم، ولكن زواجهم أكثر استقرارا بفارق طفيف[8]. بطبيعة الحال يختلف الأمر من مجتمع لآخر ومن دين لآخر، لكن الأمر هنا كمثال أنه في المجتمع الواحد، بظروف متقاربة، لا يشترط أن تكون أسر الملحدين أكثر تفككا من سواها.
سؤال الأخلاق
ماذا عن كون المؤمنين أكثر تمتعا بالأخلاق ؟
هذا الأمر مهم وحيوي، ولكن علينا أن نتذكر ما يلي:
أولا – حاليا، سمعة المنتسبين للدين ليست في أحسن أحوالها، إن لم تكن في أدناها، والشكر في ذلك يعود إلى بعض الجماعات الإسلامية التي لم تكتف بقتل الأبرياء والتفجيرات بل تعدتها إلى السرقة والنهب والرشوة. طبعا يمكن من السهولة القول أن هؤلاء لا يمثلون الإسلام وأنهم منافقون…إلخ ، وهذا صحيح، ولكن يمكن بسهولة أن يقال أيضا أن الملحد إذا لم يسلك سلوكا أخلاقيا فهو لا يمثل الإلحاد.
ثانيا- بالنسبة للملحد، تعريفه للأخلاق حتما مختلف عن التعريف الذي نؤمن به كمؤمنين، ربما تكون هناك مشتركات عامة، لكن ” المنظومة” بالتأكيد مختلفة حتما، وبالتالي فإنّ محاسبة الملحد حسب منظومة المؤمنين الأخلاقية ( كشرب الخمر مثلا) أمر غير منطقي.
المشكلة هي في عدم وضوح وثبات مفهوم الأخلاق عند الملحد، باعتبار أن مصدرها غير واضح، لا أقول هنا أن الملحد بالضرورة لا أخلاقي، وقد عرفت شخصيا ملحدين بمواقف أخلاقية رائعة وشجاعة، ولكن هذا لا ينفي أن مصدر الأخلاق عند الملحد شخصي جدا، وربما مرتبط بالقانون بشكل عام.
ثالثا- الصورة المسبقة عن “لا أخلاقية” الملحد عالمية ولا تخص مجتمعاتنا وحدها، بل هي موجودة في مجتمعات علمانية فيها نسبة عالية من الملحدين، ففي دراسة عابرة شملت 13 دولة، اختير أكثر من 3000 مشارك في استقصاء لمعرفة وجود ” تحيز مسبق ضد الملحدين” وإمكانية ارتكابهم جرائم متسلسلة أكثر من ” المؤمنين”، الاستقصاء كان يضم أسئلة تستدرج الجواب ولا يوجد سؤال واضح يجعل المشارك يعي الهدف من الاستقصاء، نسبة من تصور أن الملحدين أكثر قدرة على ارتكاب الجرائم كانت عالية جدا وبلغت الضعف مقارنة بالمؤمنين، وكانت هذه النتيجة في كل الدول ( عدا فنلندا ونيوزيلندا التي لم تكن نتائجهما حاسمة بأي اتجاه) وشملت الدراسة مجتمعات عالية العلمنة وبنسب إلحاد عالية ( الصين، التشيك، أستراليا، هولندا والمملكة المتحدة) بل إن الملحدين المشاركين في الدراسة كذلك كانت إجاباتهم تربط بين الإلحاد وارتكاب الجرائم. علما أن الإحصاءات التي تسأل أسئلة مباشرة ستحصل على أجوبة مختلفة، أي أن اللاوعي هو الذي يتحكم بالربط بين الإلحاد والشر[9].
كذلك فإنّ الإحصاءات في مجتمع كالمجتمع الأمريكي تشير إلى أن الملتزمين دينيا ( بمعنى الذهاب إلى الكنيسة في هذه الدراسة) أكثر تبرعا للأعمال الخيرية[10] وأفضل كجيران[11]، 40% منهم أكثر مساعدة للفقراء ( مقابل 15 % من غير الملتزمين) وأكثر مساهمة في الأعمال التطوعية ( 36% مقابل 15% لغير الملتزمين).
مقابل هذا، يجادل البعض بأن السويد والدنمارك هما من الدول الأقل تدينا وأيضا من الدول التي تملك أقل معدلات للجريمة[12]. ولكن الجريمة ترتبط أيضا بعوامل أخرى مثل الوضع الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، وربطها بـ” عدم التدين” نوع من مغالطة السبب الزائف ( الشمس تشرق لأن الديك يصيح).
في دراسة شاملة، شملت 60 دراسة سابقة عن الأمر، كانت الخلاصة أن ” المعتقد والسلوك الديني له أثر متوسط في تثبيط السلوك الإجرامي”[13].
دراسة أخرى خلصت إلى أن الدين قد يستخدم لتبرير الجريمة والدفع لها[14].
نحن طبعا لا نحتاج إلى دراسة للتأكد من ذلك!
*******
في المحصلة، استخدام الأخلاق كوسيلة للجدال حول ” هدف الدين” أمر ربما لا يكون مجديا جدا في الوقت الحالي، رغم صلابة الأمر وحقيقته، فمن الصعب استبعاد وجود أثر للدين في أي منظومة أخلاقية مهما كانت علمانية…الدين وضع أسسا للأخلاق، وبقيت هذه الأسس موجودة لعشرات القرون حتى صارت من البديهيات الإنسانية..ثم أخذت هذه الأسس من قبل منظومات لا دينية وتبنتها تماما بعد حذف بعضها… لكن هذا لا ينفي دور الدين في نشوئها.
الاتجاه الحديث في الدراسات لا يقول ذلك، بل يشير عموما إلى أن الأخلاق سبقت الدين، دون إمكانية وجود دليل قاطع على ذلك..
في الوقت نفسه فإنّ الدراسات تشير إلى أن أول ” وثيقة أخلاقية مكتوبة” كانت عبر الدين، وأنه من الصعب جدا الفصل بين الاثنين[15].
بل إن ربط نشوء الأخلاق بالتطور البيولوجي للإنسان – وهو ما تحاول إثباته الكثير من الدراسات حاليا- لا يتعارض مع علاقة الدين بنشوء الأخلاق، ففي مرحلة ما من هذا التطور جاء الدين ليقدم قفزة أخلاقية حاسمة، لا يمكن تجاهل تأثيرها على كل ما بعدها.
الدين كغطاء أمان
ماذا عن الدعم النفسي الذي يقدمه الدين؟
هذه حقيقة لا يمكن تجاوزها.
الدين يقوم بدور مهم لا يمكن التقليل منه، في امتصاص الصدمات وتحمل الأزمات وتقليل الضغط الناتج عنها، البعض يزعجه الحديث عن دور ” غطاء الأمان security blanket ” ويعده تبسيطا لدور الدين، وهو كذلك فعلا، لكن هذا لا يقلل من حقيقة الدور وأهميته، المشكلة في المبالغة في استعمال هذا الدور في غير فترات الأزمات والصدمات.
سواء كانت الأزمة عبارة عن مرض عضال[16] أو فقدان شخص مقرب[17] أو التعرض لـ ” اضطراب ما بعد الصدمة PTSD “[18] فإنّ الدين سيساعد على التغلب على هذه الأزمة وعبورها في الأشخاص الذين يؤمنون به.
ويعتبر دور الدين في منع الانتحار أساسيا[19]،كذلك فإنّ الدراسات وجدت أن المصابين بالاكتئاب المزمن من المتدينين أقل عرضة لمحاولة الانتحار من مرضى الاكتئاب غير المتدينين[20].
بل إنّ استطلاعاً في المملكة المتحدة وجد أن قرابة رُبْع غير المؤمنين بالله، يصلون عندما يمرون بأزمة[21]!
******
هل هذه هي فائدة الدين؟
أن يمنعنا من الانتحار؟
قطعا لا.
كل هذه محض نتائج للدين والإيمان، لكنها ليست ” الهدف”.
يمكن للدين أن يشعرك بالسعادة والطمأنينة والسكينة، ويمكنه أن يجعلك ناجحا في عملك ومفيدا في مجتمعك، و أن يجعل أخلاقك مرتفعة في داخلك وخارجك، كما يمكنه أن يقدم لك ” غطاء الأمان” الذي يحتاجه أي منا عندما تمر بنا العاصفة.
وكل هذه أمور عظيمة.
لكنها ليست الهدف، ولا الفائدة.
هذه نتائج قد تحدث، وقد لا تحدث، ليست لازمة بالضرورة.
فما هي فائدة الدين إذن..
ما هو الهدف؟
الدين لا يجب أن يخضع لمعايير النفعية
لقد تأثرنا بالفكر المادي البرغماتي لدرجة أننا صرنا نعتقد أنه لا بد من وجود ” فائدة نجنيها” مقابل الدين…السعادة أو النجاح أو غطاء الأمان..لا بد أن نحصل على شيء مقابل إيماننا..حتى لو كنا لا نقول ذلك صراحة، لكن الأمر صار بديهيا بالنسبة لنا.
لماذا يكون هناك فائدة من الدين بهذا المعنى أصلا؟!
ماذا إذن؟
*******
الدين مرتبط بالحقيقة، أكثر من ارتباطه بأي فائدة مرجوة.
الحقيقة، حقيقة الخلق والخالق وهذه الحياة.
الدين يخبرك عنها، عن الحقيقة، والحقيقة لا يشترط أن تكون مفيدة بالمعنى الذي نفهمه من النفع والفائدة. الحقيقة قد تكون مؤلمة. وقد ينتج عن قبولها عواقب. ولكن لا خيار. لا مفر من أن تقبلها. إنها الحقيقة، وليست وجهة نظر.
إذن، عندما نتذكر ” الغيب” الذي يمثله الدين ويقربه لنا..سنتذكر أن كل هذه الفوائد التي مر ذكرها، مجرد نتائج قد يحققها الملحدون في سياقات أخرى..
لكن هذه الحقيقة التي يقولها لنا الدين، أمر لا يمكن للملحد أن يحصله…
ليست السعادة ولا السكينة ولا النجاح ولا حتى ” عدم الانتحار” هي ما يميز الإيمان والدين..
بل الحقيقة..
****
الحقيقة هي أننا في امتحان.
الدين كتاب إرشادات للنجاح في هذا الامتحان..نجاحك الشخصي وفائدتك للمجتمع وأخلاقك قد تعطيك نقاطا إضافية في هذا الامتحان..أو قد تكون جزءا أساسيا من امتحانك ..
لكن المهم هو نجاحك في الامتحان واجتيازك له..
كل الباقي مجرد تفاصيل..
******
لن يفهم الملحد هذا.. وسيسخر حتما من خرافات ما بعد الموت..
بالتأكيد..
هذا هو الغيب…غاب عنه تماما..
وغاب عن بصرك أنت ولكن ليس عن عقلك أو حدسك…
أنت تعرف أن الآخرة هي قطعة الـ puzzle التي لا تراها ولكنك متيقن من وجودها…لأن مكانها موجود في اللوحة..
معها ستكتمل اللوحة…
ومن دونها، سيكون كل شيء، كل شيء ..بلا معنى..
[1] Official ‘Well-Being’ Statistics Show Religious People Are Happier Than Atheists | HuffPost UK
[2] How Religion Affects Everyday Life
http://www.pewforum.org/2016/04/12/religion-in-everyday-life/
[3] Religiosity and happiness: A comparison of the happiness levels between the religious and the nonreligious Warren J. Sillick, The Journal of Happiness & Well-Being, 2016, 4(1), 115-127
[4] https://en.wikipedia.org/wiki/World_Happiness_Report#2018_report
[5] 10 happiest countries in the world are among the least religious | Christian News on Christian Today
[6] Are Religious People Happier? | Psychology Today
[7] How income varies among U.S. religious groups
http://www.pewresearch.org/fact-tank/2016/10/11/how-income-varies-among-u-s-religious-groups/
[8] Religion in America: U.S. Religious Data, Demographics and Statistics | Pew Research Center
http://www.pewforum.org/religious-landscape-study/marital-status/
[9] Global evidence of extreme intuitive moral prejudice against atheists | Nature Human Behaviour.August 2017
[10] Religious citizens more involved — and more scarce? – USATODAY.com
http://usatoday30.usatoday.com/news/religion/2009-05-14-church-community_N.htm
[11] Religious people are ‘better neighbors’ – USATODAY.com
[12] Zuckerman, Phil. Society Without God: What the Least Religious Nations Can Tell Us about Contentment. New York: New York University Press. p. 2
[13] Baier, C. J.,& Wright, B. R. (2001). “If you love me, keep my commandments”:A meta-analysis of the effect of religion on crime. Journal of Research in Crime and Delinquency,38,3–21.
[14] Faith-based prison programs: New study suggests religion may help criminals justify their crimes.
[15] What Is the Relationship Between Religion and Morality? | Owlcation
[16] Religious people cope better with cancer…unless they think God is punishing them – Telegraph
[17] Study explores how religion influences people’s ability to cope
[18] Spiritual Functioning Among Veterans Seeking Residential Treatment for PTSD: A Matched Control Group Study. Spirituality in Clinical Practice 2014, Vol. 1, No. 1, 3–15
[19] Role of religion in suicide prevention – Oxford Medicine
http://oxfordmedicine.com/view/10.1093/med/9780198570059.001.0001/med-9780198570059-chapter-2
[20] Religious Affiliation and Suicide Attempt | American Journal of Psychiatry
[21] A fifth of non-believers turn to prayer in a crisis or out of habit, poll finds | The Independent