عدة نقاط بخصوص قراءة ( كتبي ) بي دف أف وتنزيلها مجانا ..والرجاء الوصول إلى النقطة الأخيرة…
أولا – ليس لدي أي شعور بالذنب أو تأنيب ضمير أو اي شيء من هذا القبيل فيما يتعلق بمحاربتي عموما للكتب المحملة مجانا ، هناك ميل عند البعض إلى استخدام المناحات والمظلوميات عند الحديث عن هذا الأمر معي ( كنا نعتقد أن من يهتم بنهضة الأمة لا يهتم بالمادة ..ـ وهل العلم له ثمن ، اتضح انك تاجر كتب ، إهيء إهيء إهيء…الخ) هذه المناحات إذا كانت تقصد إثارة شعوري بالذنب فهي جهد لا طائل وراءه ، لا شعور عندي بالذنب إطلاقا ، الدواء له سعر والحليب له سعر والتعليم له سعر ، والكثير من الأشياء التي يتسابق نفس المتباكين لشرائها ، فلمذا يصل الأمر للكتاب ونتحدث عن الثمن كما لو كان مسبة.
ثانيا – الكتاب ليس ملكا للكاتب وحده كي يتبرع به مجانا لمن شاء ، أو لكي أصلا يسمح أو لا يسمح بتحميله ، الكتاب أيضا ملك الناشر ، وللموزع حصة فيه ، وتبرع الكاتب بالكتاب أو الموافقة على تحميله مجانا هو تبرع بما لا يملك أصلا ( إلا إن كان تحمل أجر طباعتها كاملا ).
ثالثا – التحميل المجاني لا يضر بالكاتب والناشر فقط ، بل يضر بشيء اسمه (صناعة الكتاب ) ، ومن يهتم بنهضة الأمة والخ…عليه أن يهتم بهذه الصناعة تحديدا.
رابعا -نعم العائد المادي يهم الكاتب ( أعود بالله ، كاتب ويهتم بالعائد المادي !) ـ تخيلوا ! كيف يمكن للكاتب أن يستمر بالكتابة والإنتاج إذا كان لا يجد دعما ماديا لذلك ، خاصة إذا كان الكاتب طبيعيا ( لديه أسرة وأطفال مثلا ) ، بالنسبة لي في يوم سأضطر لترك مهنتي الأساسية والتفرغ للكتابة ، ويومها سيكون عائد كتبي مهما أكثر مما هو اليوم ، الكتاب الذين يتبرعون بكتبهم مجانا أحرار فيما يملكون ، بعضهم لديه دورات لقاء أجور مادية مجزية ( تشتمونهم ايضا عندما تتذكرون ) والبعض الآخر في مرحلة يرغب فيها في الانتشار ، وبعضهم لديه مهن أخرى تماما تسد حاجته ، في النهاية لكل كاتب ظروفه…
خامسا – المريض عندنا ( عموما ) لا يقدر العلاج المجاني ، ويعتبر الطبيب المجاني أقل كفاءة من الطبيب ( الذي يأخذ أجرا)…، وهذا ينطبق للاسف على كل شيء.
سادسا – فكرة أن الكتاب يجب أن يكون مجانيا وحدها قاتلة لأي عملية نهضة ثقافية. نقطة انتهى.
سابعا – مواقع التحميل المجاني ليست مجانية على الإطلاق ولا تسرق الكتب لأجل عيون القراء ، بل هي تفعل غالبا لزيادة عدد الزيارات والحصول على عدد أكبر من الإعلانات مدفوعة الثمن في ها ، أي أنها تسرق جهد الكاتب والناشر ، وتأخذ المال من المعلن لقاء هذه السرقة…والقائمون على هذه المواقع لا يفرقون غالبا بين دان براون و أحمد عدوية ، والصورة المرفقة تلاحظون أنهم كتبوا أن البوصلة القرآنية ( طبعا ) هي رواية للعبد لله…
ثامنا – ليس أسوأ من مواقع التحميل المجاني إلا عصابات تزوير الكتب ، هؤلاء لا ذمة لهم ولا ضمير ، يطبعون الكتاب طباعة رديئة ويفرضون سعرا عاليا ويكون لديهم من الوقاحة ما يكفي للتباكي والقول : الكاتب يفرض هذا السعر . تتركز عصاباتهم في الأردن ومصر ، ويطيب لي أن أفضحهم ذات يوم.
تاسعا – الكتب لا تصل إلى بعض الدول أحيانا ، والقارئ يجد نفسه في حل من أي محاولة ويقوم بتنزيل الكتاب وكفى الله المؤمنين القتال ، لماذا لا تصل الكتب ؟ لأن الموزعين هناك لا يجلبون الكتاب. لماذا لا يجلبون الكتاب؟ لأن لا يوجد طلب عليه ، لأن القارئ لم يطلبه ولم يلح في طلبه بل اكتفى بمعرفة أن الكتاب غير موجود ومن ثم قام بتنزيله ، لكي يصل الكتاب للقارئ ، على القارئ ايضا أن يكون شريكا في وصوله ، أن يكون جماعة ضغط تلفت نظر الموزعين إلى ربح كامن في كتاب معين أو كاتب معين.
عاشرا – بعد كل ما سبق : هناك دول تمر في ظروف صعبة تجعل من وصول الكتاب أمرا مستحيلا ، أو يكون فيها سعر الكتاب مرتفعا جدا لأسباب تتعلق بعملة الدولة ، أو أحيانا يكون القارىء لا يزال يأخذ مصروفه من والده ويكون السعر مرتفعا بالنسبة له ، أقول في هذه الحالات ، وبكل صدق ، نفس ما أقوله عند الرد على هذا السؤال على الخاص : فمن أضطر غير باغ ولا عاد ، يستطيع قراءة الكتباب وتحميله مجانا دون الترويج لرابط التحميل لمن يستطيع الشراء أيضا …اقول ذلك نيابة عن الناشر والموزع أيضا ، وفقط في حالة تعسر الحصول على الكتاب ماديا ( ماديا بالمعاني كلها ) وطبعا الأمر فيه جزء يتعلق بصدق القارئ مع نفسه..ولكن لدي ثقة بقرائي والحمد لله….وأتمنى عليهم أحيانا على الخاص ، أنه في حالة توفر إمكانية الكتاب الورقي لاحقا ، وفي حالة أعجبهم الكتاب يمكنهم شراء الكتاب دعما لصناعة الكتاب …
والله ولي التوفيق…
#أحمد_خيري_العمري